عدد المساهمات : 253 نقاط : 538 تاريخ التسجيل : 04/06/2010
موضوع: كيف تغير حواء آدم الخميس يوليو 01, 2010 3:51 am
[size=24]دائما ما أسأل من قبل الأخوات الزوجات عنالكيفية الأجود والأسلوب الأمثل لتغير صفات الأزواج السيئة وأرد عليهنبإجابة غير متوقعة ويستغربن منها كثيرا!!
وهي أن الطريقةالأضمن لتغير زوجك هي ألا تحاولي تغييره!!
فالإشكالية تكمن فيالمحاولات المباشرة والتكرار الملح لتغير الزوج والتي تحضر معها شخصية (الأستاذ أو المدير) وهذا ما يرفضه الزوج رفضا قاطعا!
أختي الكريمة.. إن فكرة قبول الزوج تعنيإشعاره أن كل تصرفاته محل تقديرها وعندها تتسع دائرة احتمال تغيره يكونمتهيئا ومستعدا لأن يتغير ولأن يقوي من قدراته ومحاولاته ليقوم بالكثيرمن أجل زوجته.
ولعل أعظم تعبير لعظم العلاقة ومتانتها هو أنتحب الزوجة زوجها بغير شروط وبمعنى آخر أن تقبله على حاله فالحبالمشروط من ألد أعداء الاستقرار الزوجي. وتلك مجموعة من التوجيهاتوالخطوات العملية والوصفات المجربة للتعامل الأمثل مع سلبيات وأخطاءالأزواج جربيها ولن تندمي :
* تعرفي على موقعك في خريطة المشكلة فربماكنت أنت من يشعل غضبه وقد تكونين أنت من يجعله يدمن السهر خارج المنزلبسوء تدبيرك للبيت أو لإهمالك لنفسك أو نكدك.
* تذكري دائماًأن البشر قد جبلوا على الخطأ, وصلاح البشر معياره إذا غلب خيرهم شرهماستحضري الصفات الجيدة في زوجك وركزي عليها وسترين أنه يفوق الكثير منالأزواج فاحمدي الله على وجوده في حياتك.
* انظري لنفسك وتأمليفي تصرفاتك فسوف تكتشفين جملة من الأخطاء وكثير من التقصير تجاه زوجكفلا تكوني ممن يبصر القذى في عين الآخرين ويتجاهل الجذع في عينيه! تذكري خصالك غير الجيدة والتي استطاع زوجك أن يتعايش معها وقد تجدينأنه أعظم صبرا منك وأكثر جلد وأنبل أخلاقا وأن ما يفعله لا يعدل معشارما قصرتي فيه.
* يقال إنه كلما حسنت النية تجاه الشريك كلماكبرت القدرة على تقدير الدافع والعمل الجاد الصادق على (اجتلابالأعذار) وراء القيام بالسلوك الخاطئ فعليكِ أختي الحرص على تفسيرالسلوكيات في إطار إيجابي ما أمكن دون مداهمة النوايا وهو ما يسمىبنظرية (حسن الاستجابة) وهي تعني التفسير الإيجابي للأحداث.
* ما أجمل أن تعبري أختي عن مشاعرك بهدوء ودون مبالغة دون أن تجنحي للوموالانتقاد الجارح فعندما يعتاد زوجك على رمي (غترته أو عقاله) في أيمكان أو عندما يتأخر في المرور عليك عندما تكوني عند أهلك, فإياك أنتقولي أنت شخص (فوضوي أو أنت كسول أو أنت مهمل) وغيرها من الصفاتالجارحة والتي تمثل ضربة في صميم الذات فغالباً لن يتسامح معك فيهاولكن قولي إن رميك للغترة يضايقني لأنني أتعب في البحث عنه وقولي عدمحضورك مبكراً يتعبني ويحرجني مع أهلي وأجمل من هذا لو قلتِ إن وضعكللغرفة على المعلاق وترك المكتبة مرتبة شيء رائع منك.. إضافة إلى أنالاتجاه للهوية وتقزيمها والنيل منها ذو عواقب وخيمة فلا تنسي أن تتجهيللسلوك والتعبير عن مشاعرك تجاهه مع الحفاظ على نقاء الهوية فأنت عندماتشركينه في مشاعرك سيعرف أنك لا تحاولين أن تملي عليه ماذا يجب أن يفعلولكن أن يأخذ مشاعرك بعين الاعتبار.
* من التقنيات المتقدمة فيالتفاعل مع الأزمات هو (إعادة تأطير المشكلة) وهو يعني استثمار الموقفوملاحظة الجوانب الإيجابية فيها فمشكلة تأخره عن المنزل جميل أن يستغلهذا الوقت في إنجاز الكثير والاستمتاع بالهوايات إضافة إلى أن الشوقسيعظم إذا طال الابتعاد وكون الرجل قليل الإنفاق فلعل الأمر فيه خيرلمستقبلك ومستقبل أولادك وهكذا.
* عاتب القرآن الكريم نبينامحمد اللهم صلي وسلم عليه عندما وسع دائرة مسؤوليته تجاه الآخرين حيثقال تعالى: (فَلا تَذْهَبْنَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَايَصْنَعُونَ) (8) سورة فاطر، وقالتعالى: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌنَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِأَسَفًا) (6) سورة الكهف. وبيّنلنا المولى سقف الجهد المراد من بذله بقوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَااسْتَطَعْتُمْ) (16) سورةالتغابن.. فنحن لا نملك أي ضمانات لتغير البشر فنبيا الله لوط ونوح لميكتب الله لزوجتيهما الإسلام رغم الجهد المبذول.
* في حال بذلتالجهد ولم يقدر الله تغييراً فليس لك إلا التعايش والتكيف وفي هذا يذكرد. بول كولمان في كتابه الرائع (30 سراً للأزواج السعداء) إن الباحثينقدروا أن 70% من الشجارات بين الأزواج سببها مشاكل أبدية لا سبيللحلها.
* احتفي وباركي أي تغير يطرأ على زوجك واثني على أي جهديبذله أو خطوة يخطوها إلى الأمام فالتغيير السريع أمر متعذر حيث إن كسرالأنماط والعادات القديمة المتجذرة أمر ليس سهل.
* إن فكرةالتقبل لا تعني الاستسلام المقيت والضعف والخنوع أبداً إنما هي هديةسلام وعربون وفاء والتقبل أيضاً لا يكون عندما يتعرض للثوابت كتركالصلاة أو الإدمان أو الضرب الدائم وغيرها فتلك لا يقبل معها أنصافالحلول.
وأخيراً تأكدي أختي الكريمة أنك (نبع السعادة) في الحياة الزوجية فاجتهدي وأخلصي النية وابذلي ما في وسعك وكوني أنتِمن يخطو الخطوة الأولى، وحتماً ستتعطر حياتك بالحب وتزدان بالرحمةوالود.
ومضة قلم: العش يتوقفعلى العصفور والمنزل يتوقف على المرأة د.خالد المنيف[/size]