رنيم الحب
عدد المساهمات : 61 نقاط : 153 تاريخ التسجيل : 28/07/2010
| موضوع: ابتعد عن مايحزنك الجمعة سبتمبر 24, 2010 12:26 am | |
| قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله
[ كل ما يُحْدِث الندم فإنّ الشرع يأمرنا بالابتعاد عنه ، فالله
سبحانه وتعالى قال : ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين
ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله ) ، والله تعالى إنما
أخبرنا بذلك من أجل أن نتجنب هذا الشيء، فالمراد : أن نبتعد
عن كل ما يحزن , و لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا
يتناجى اثنان دون الثالث ، من أجل أن ذلك يحزنه ) ؛ فكل ما
يجلب الحزن للإنسان فهو منهي عنه
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من رأى رؤيا يكرهها أن
يتفل عن يساره ثلاث مرات , ويستعيذ بالله من شرها ومن شر
الشيطان , وينقلب إلى جنبه الثاني , ولا يخبر بها أحدا ،
ويتوضأ ويصلي , كل هذا من أجل أن يطرد الإنسان عنه هذه
الهموم التي تأتي بها هذه الأمراض , ولهذا قال الصحابة : لقد
كنا نرى الرؤيا فنمرض منها ، فلما حدَّثَهم رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم - بهذا الحديث ؛ يعني استراحوا ، ولم يبق لهم
هم , فكل شيء يجلب الهم والحزن والغم فإن الشارع يريد منا
أن نتجنبه
ولهذا قال الله تعالى : ( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا
فسوق ولا جدال في الحج )
لأن الجدال يجعل الفرد يحتمي ويتغير فِكْرُهُ من أجل المجادلة ،
سيحصل له هم ويلهيه عن العبادة .
المهم اجعل هذه نصب عينيك دائماً ؛ أي : أن الله عز وجل يريد
منك أن تكون دائماً مسروراً بعيداً عن الحزن .
والإنسان في الحقيقة له ثلاث حالات :
حالة ماضية , وحالة حاضرة , وحالة مستقبلة
الماضية : يتناساها الإنسان وما فيها من الهموم ؛لأنها انتهت
بما هي عليه إن كانت مصيبة فقل : ((اللهم أجرني في مصيبتي
واخلفني خيرا منها)) وتناسى، ولهذا نهى عن النياحة ، لماذا ؟
لأنها تجدد الأحزان وتذكر بها.
المستقبلة : علمها عند الله عز وجل ،اعتمد على الله ، وإذا
جاءتك الأمور فاضرب لها الحل , لكن الشيء الذي أمرك
الشارع بالاستعداد له فاستعد له.
والحال الحاضرة هي : التي بإمكانك معالجتها , حاول أن تبتعد
عن كل شيء يجلب الهم و الحزن والغم ، لتكون دائما مستريحا
منشرح الصدر، مقبلا على الله وعلى عبادته وعلى شؤونك
الدنيوية والأخروية , فإذا جربت هذا استرحت ؛ أما إن أتعبت
نفسك مما مضى ، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم يأذن به
الشرع ، فاعلم أنك ستتعب ويفو تك خير كثير].
| |
|