نفحة يوم الجمعه
المستريح هو من يرحل من هذه الدار وقد كان في دنياه من عُمّار بيت الله.
المستريح من عباد الله هو من يرحل من هذه الداربعد أن أسّس بيتًا قائمًا على التقوى،
وخلّف وراءه صدقة جارية أو علمًا ينتفع به أو ولدًا صالحًا يدعو له.
المستريح هو من كان خير الناس للناس،فعاش سعيدًا ومات حميدًا.
المستريح هو من حفظ السمع والبصر والفؤاد عن كل ما يغضب رب العباد.
المستريح هو من يحلّق في هذه الحياة بجناحين:
جناح الخوف وجناح الرجاء والطمع في ثواب الله.
المستريح هو من جعل الآخرة همه،وعاش في الدنيا كأنه غريب أو عابر سبيل،
وأخذ من صحته لسقمه، ومن حياته لموته،
واغتنم شبابه قبل هرمه، وصحته قبل سقمه،
وفراغه قبل شغله وغناه قبل فقره.
هو باختصار من يعمل بأوامر الله على نور من الله يرجو ثواب الله،
ومَن يتقِي محارم الله على نور من الله يخشى عقاب الله.....
نفحة يوم الجمعة
الإمام بن الجوزى رحمه الله
يا من يختار الظلام على الضوء، الذباب أعلى همة منك، متى أظلم البيت خرج الذباب إلى الضوء .
وقوع الذنب على القلب كوقوع الدهن على الثوب، إن لم تعجل غسله وإلا انبسط .
نفحة يوم الجمعة
ما وجدتُ للنفس مخرجًا من لحظات النجوى إلا العفة، التي هى منجاة من وساوس
النفس الأمارة بالسوء، وجدار من الحياء نحتمي به من هفواتنا،
قد يظن البعض أن الشعور بلذة المعصية لا يفوقه أي شعور،
لكن حين يعتصر قلوبَهم الندم سيذوقون ألم ما مضى من فجور النفس،
حينها سيذكرون قول الله عز وجل:
{يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي
وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}
الفرقان: 28-29
نعم.. خلق الله الإنسان ضعيفًا، لكن الله برحمته دلنا على الحصن الأمين،
الذي به ننأى عن حسرة الغفلة والذلة
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}
[الطلاق: 2]؛
العفة قرينة للنفس اللوّامة التي إن باتت تلوم وتلوم ستصير بأمر الله نفسًا مطمئنة
يحبها الله، ويتباهى بها، لذلك تزودوا بزاد التقوى وانغمسوا في مر الصبر..
إن نتاجه حلاوة الشهد لمن ذاب فيه وتعايش معه، ورضي به دون قنوط أوملل..
نفحة يوم الجمعة
للإمام بن الجوزى
تحب اولادك طبعاً فأحبب والديك شرعاً ، و ارع أصلاً أثمر فرعاً ،
و اذكر لطفهما بك و طيب المرعى أولاً و اخيرا ، فتصدق عنهما إن كانا ميتين ،
و استغفر لهما و اقض عنهما الدين .
من لك إذا الم الألم ، و سكن الصوت و تمكن الندم ، ووقع الفوت ،
و أقبل لأخذ الروح ملك الموت ، و نزلت منزلاً ليس بمسكون ، فيا أسفاً لك كيف تكون ،
و اهوال القبر لا تطاق .